يعاني الكثير من المغاربة من أمراض الأسنان ومضاعفاتها على المستوى الصحي، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها الإفراط في تناول المواد السكرية والحلويات، وتناول المواد الساخنة، وشرب الماء البارد مباشرة.
الأشخاص، خاصة الأطفال منهم، بأمراض مختلفة تتعلق بالأسنان واللثة، نتيجة عدم إيلاء الأسر الاهتمام الكافي بهذا الجانب. وقالت الدكتورة لطيفة الشاوي، طبيبة أخصائية في جراحة الأسنان وأمراض اللثة، إن "صحة الفم والأسنان عند الطفل لها أهمية بالغة، الشيء الذي يدفعنا إلى الاهتمام بها وإعطائها كل العناية ومعالجتها بسرعة بهدف الحصول على نتيجة واحدة".
وأبرزت الدكتورة لطيفة الشاوي، في مقابلة مع "إيلاف"، أنه انطلاقا من هذه المقدمة، "يمكننا أن نقسم أسنان الطفل إلى مرحلتين، أسنان الحليب والأسنان النهائية. وبالنسبة للأولى يبدأ نموها عند الطفل ابتداء من الشهر السادس وتنتهي حياتها في سن الثانية عشرة من عمر الطفل وعددها 20 سنا، أما الأسنان النهائية وعددها 32 سنا، فيبدأ نموها في السنة السادسة من عمر الطفل لذلك نسمي أول سن نهائية سن السادسة، ولا يجب أن ننسى لما لهذه السن من أهمية لأنها تظهر في عمر مبكر عند الطفل، ما يجعل الآباء يظنون أنها سن حليب ولا يعيرونها أي اهتمام".
وذكرت الأخصائية في جراحة الأسنان وأمراض اللثة أن "أسنان الحليب، كما هو الحال بالنسبة للأسنان النهائية، يمكنها أن تصاب بالتسوس، وذلك نتيجة قلة التنظيف أو انعدامه في أغلب الأحيان"، مشددة على ضرورة "تعليم أطفالنا طريقة تنظيف الأسنان، وأن نلح عليهم أن ينظفونها بعد كل وجبة غذائية، خصوصا قبل النوم". وأوضحت أن التغذية لها دور فعال في الحفاظ على صحة الأسنان عند الطفل، ويتجلى ذلك في الدور الذي تلعبه بعض المواد، كالفليور، والكالسيوم، والأملاح المعدنية، في تقوية ميناء الأسنان..".
وعن سؤالنا حول العناية بالأسنان، نصحت الدكتورة لطيفة الشاوي، الآباء بالاعتناء بما يتناوله أطفالهم، وإعطائهم تغذية متوازنة، وتجنيبهم السكريات والعجائن لأنها تساعد على تسوس الأسنان، والإكثار من المواد اللبنية لأنها المورد الأساسي للأملاح المعدنية، مضيفة أن بعض الأبحاث "أكدت أنه لوحظ تأخر في تكوين الأسنان عند 71 في المائة من الأطفال الذين كانت أمهاتهم ناقصة من مادة البروتينات خلال فترة الحمل، كما أن نقص مادة الكالسيوم عند الأم خلال فترة الرضاعة يمكن أن يؤدي إلى تشوه في طبيعة الأسنان عند الطفل".
وفي هذا الإطار شددت الاختصاصية المغربية على ضرورة احترام ثلاثة نقط مهمة، أولها تنظيف الأسنان بطريقة منتظمة بعد كل وجبة أكل واستعمال معجون يناسب أسنان الطفل، والحرص على تغذية متوازنة تحتوي على الفليور والكالسيوم، وتجنب السكريات والفطائر، و زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر يعني مرتين في السنة لمراقبة الأسنان وللكشف عن أي تسوس محتمل.
وأكدت الدكتورة الشاوي أن لأسنان الحليب دور فعال في ظهور الأسنان النهائية في الوقت الملائم والموضع الخاص لها، مبرزة أن اقتلاع أسنان الحليب في سن مبكر، قبل وقتها يتسبب في تأخر نمو الأسنان النهائية واعوجاجها في حالة نموها. فيما يتعلق بطب الأسنان عند الأطفال، تحدثت الإخصائية في أمراض الأسنان عن الدور الفعال الذي يلعبه الطبيب في معاملته مع مريضه الصغير، مؤكدة على ضرورة أن يأخذه بليونة ولطافة، وأن يعطيه كل العناية، خصوصا في الزيارة الأولى التي يستحسن أن لا يبدأ الطبيب العلاج خلالها.
وتخصص الزيارة الأولى، حسب الدكتورة الشاوي، إذا لم يكن هناك ظروف صحية من الافضل الإسراع بالعلاج، لتأقلم الطفل مع الطبيب ومع كل أدوات ولوازم العلاج، بما في ذلك الكرسي الضخم المتحرك ومع رائحة الأدوية، مضيفة أنه، خلال الزيارة، يجب أن نغتنم الفرصة لإعطاء الطفل وكذلك أمه (مرافقته) بعض النصائح حول طريقة تنظيف الأسنان، ونوع الفرشاة، والمعجون المخصصان له، والإلحاح على تنظيف الأسنان بعد كل وجبة أكل، خصوصا قبل النوم. أما خلال الزيارة الثانية ، فتؤكد الأخصائية، على أن يبدأ الطبيب العلاج مع محاولة الحفاظ على أسنان الحليب وتجنب اقتلاعها قدر الإمكان.
